في أجواء تعطّرها باقات الورود و ترصّعها ابتسامات الوجوه :

انطلاق فعاليات احتفالية تخريج الدفعة الثامنة بكلية الطب

\”الأول من أكتوبر 2022 \” الوصول إلى هذا التاريخ لم يكن ممهداً ولم يكن متاحا . بالنسبة لأولئك الرائعين الذين يحتفون اليوم بتخرجهم .الدفعة الثامنة كلية الطب. الجامعة الليبية الدولية للعلوم الطبية .الطريق لم يكن محاطاً بالأشواك فقط بل أكثر من ذلك .محاطاً بتحديات كبيرة لم يكن لهؤلاء الشباب عهد بها ، بل لم تكن البشرية كلها بعهد بها . هذه الدفعة دفعة التحدي والإصرار التي شقت طريقها في عام 2015 واجهت جائحة كورونا التي أصابت العالم بشبه شلل تام ، و أفقدت البشرية توازنها وكان عليهم أن يواجهوا هذا التحدي .وقبل ذلك واجهوا تحديات لا تقل خطورةً عن الجائحة ونعني الحرب التي خاضتها بنغازي ضد الإرهاب . فعاشوا تفاصيل المعاناة من نزوح كثير منهم عن سكناه ،من انقطاع الكهرباء والمياه وانقطاع النت. من العيش تحت وقع الحرب و وأصوات القذائف والمدافع.

والأخبار المحزنة .لكن أبناء ( الثامنة ) وجامعتهم قبلوا التحديات وقرروا مواجهتها بعزيمة وثبات وإصرار على بلوغ هذه اللحظات المبهجة التي اقتسمناها معهم. بعد مايقارب من سبع سنوات .اليوم نعم الطريق معبّد بالورود وبالسير على بساط التشريف البساط الأحمر. اليوم كل شيء مبهج : أولياء الأمور في كامل فرحتهم وأناقتهم .الأصدقاء يجهرون بالابتسام وبالسعادة .أما هم نجوم الثامنة فقد خطفوا الأضواء وهم يرتدون زي التخرّج \”اللباس الأكاديمي \” تعلو وجوههم إشراقة الفرح وبلوغ لحظة قطف الثمار: رغم وعورة المواسم وشح الماء وتقلبات الطقس لكنهم وصلوا وفي تمام سعادتهم.

بدأت فعاليات حفل تخريج الدفعة الثامنة بمراسم الجولة الشرفية للدفعة الثامنة ..داخل الحرم الجامعي .يتقدمهم السيد رئيس الجامعة المكلّف والسيد عميد كلية الطب و السيد المسجل العام و عدد من السادة العمداء .

انطلق الركب بعد ذلك إلى قاعة فينيسيا التي استقبلت منذ الصباح الباكر ليوم السبت الأول من أكتوبر 2022 الأسر التي قدمت لتبتهج بأبنائها وتشاطرهم الفرحة وبلوغ الهدف .

استهل الاحتفال البهيج بآيات بينات من الذكر الحكيم تلاها أحد الخريجين .ثم نشيد يابلادي .

الاستهلال كان بكلمة السيد رئيس الجامعة المكلف أ.د عادل التواتي مرحّباً بالحضور الذي يتقاسم مع الجامعة لحظات الابتهاج بهذه المناسبة التي \”انتظرها كل منكم على مدى سنوات من الجهد والترقب والأمل \”

وقال الرئيس المكلف :إن الوصول إلى لحظة التخرج هو إنجاز مهم في حد ذاته وتستحقون عليه كل الثناء .فما الذي أوصلكم إليه إنه شغفكم والتزامكم ومثابرتكم وعقولكم المنفتحة للتعلّم وأمهاتكم وآبائكم وكليتكم .ستكون مهمتكم طوال حياتكم الاستمرار على هذا النسق من الجديد والمثابرة .فتخرجكم ما هو إلا البداية لما بعده.

ثم كانت كلمة السيد عميد كلية الطب الدكتور جمال الطلحي .الذي جاء فيها : نجاحكم كان ثمرة جهد وعمل خلال فترات صعبة مرت بالبلد وبالجامعة. مثل انتشار وباء كورونا وما نجم عنه من تأثير في العملية التعليمية في جميع أنحاء العالم .لكننا بكم وبدعم آبائكم وأمهاتكم تمكنا من تسيير العملية التعليمية واستمرارها واستحداث طرق بديلة للتعلّم حتى نصل بكم إلى هذه اللحظة .لحظة احتفالكم لحظة تخرجكم.

تلا ذلك كلمة السيد مسجل عام الجامعة الأستاذ إبراهيم المغربي الذي هنّأ الخريجين على بلوغهم هذه المناسبة الفارقة في حياتهم وتمنى لهم كل النجاح والتوفيق كما رحّب سيادته بضيوف الجامعة وبالسيد المهدي الجيار مدير مكتب التعليم العالي الخاص..

وتلت الدكتورة رتاج بوزقية كلمة الخريجين الذين بلغ عددهم 79 خريجا .عبّرت فيها عن سعادتها لإدراك هذه اللحظة رغم كل الصعوبات والعراقيل، التي واجهتهم طوال فترات الدراسة لأسباب خارجة عن إرادتهم وإرادة الجامعة، التي بذلت جهوداً جبارة للتخفيف من وطأة الأحداث القاسية التي واجهت العالم عامة ،وليبيا على وجه الخصوص .

ثم كانت كلمة الطلبة الأجانب ألقاها الطالب الباكستاني طاهر خان .

بعد ذلك بدأت مراسم تكريم أوائل الدفعة ومنح شهائد التخرج على الطلبة الخريجين بحضور السيد رئيس الجامعة المكلف والسيد عميد كلية الطب والسادة رؤساء الأقسام بالكلية و بعض السادة العمداء والسيد مستشار الجودة والحوكمة والسيدة مدير إدارة التسويق والفريق الإداري بكلية الطب.

وفي ختام فعاليات هذا الاحتفال البهيج تلا الخريجون قسم التخرّج لتعمّ المكان بهجة ضافية ويلتحم الجميع معاً طلاباً وأسراً وأساتذة ولسان حالهم يردد مع الأغنية:

\”طبعاً قادرين نعملها \”